معركة مؤتة
p. 170-177
Plan détaillé
Texte intégral
1مؤتة بضم الميم وسكون الواو، تقع إلى الجنوب من مدينة الكرك، على بعد احد عشر كيلوا متر منها، على خط طول (35.68) وخط عرض (31.10)، وارتفاع (1100م) عن سطح البحر. كانت أول قوة عسكرية منظمة تتقابل مع جيش بيزنطي منظم، والقبائل المتحالفة معهم.
2وقد ورد اسم هذه المعركة في المصادر التاريخية بأربعة صور هي: سرية، والسرية قطعة من الجيش. وبعث، والبعث في اللغة هو الجيش. وغزوة، وعادة ما يشير أهل السير إلى حضور النبي (ص) بنفسه غزوة، وما لم يحضره سرية وبعثاً. والمتعارف عليه هي أنها معركة مؤتة.
3أسبابها:
§ تأديب القبائل على حدود الشام: من قضاعة وكلب، التي كانت تعترض قوافل المسلمين، وتأمين الطريق التجاري لهم.
§ تأكيد سيادة الدولة الإسلامية خارج حدود الجزيرة العربية، وضبط حدود الدولة من غارات القبائل، وإشعار تلك القبائل بقوة الدولة الناشئة.
§ استطلاع قوة وكفاءة تلك القبائل الحدودية على أرض الشام، ومعرفة أساليب الروم في القتال، وطبيعة الأرض هناك.
§ كانت مؤتة نقطة الانطلاق إلى الفتوحات الشامية فيما بعد، وأعطت للمسلمين دروس هامه كانت تمهيداً استراتيجياً لحرب منظمة، خاضتها المدينة، وفق تخطيط منظم.
§ يمكن اعتبار معركة مؤتة ناجحة بالمقاييس الإستراتيجية والتخطيط، فالأمور على ما يبدو لم تكن عفوية، إذ أن التمهيد للفتح كان يسير بخطوات متأنية، كان لها مقدماتها، تمثلت في بعث السرايا والبعوث لمعرفة أساليب البيزنطيين العسكرية وطرقهم القتالية.
هذا إلى أن اتجاه الرسول (ص) في غزواته نحو حدود الشام، كان مؤشراً بالاتجاه الذي ستسلكه الجيوش الإسلامية في الفتوحات الكبرى فيما بعد.
قصور الصحراء في العصر | دوني جونيكان
4لم يصاحب فتح بلاد الشام هجرات قبلية كبيرة من الجزيرة العربية. وإبان الحكم الأموي بقي معظم سكان المدن والقرى مسيحيين. إلا أن بعض القبائل العربية، التي كانت تسكن في المنطقة قبل الفتح الإسلامي، اعتنقت الإسلام بسرعة وأصبحت العزوة الرئيسية للخليفة الأموي. والواقع أن الخلفاء والأمراء الأمويين لم يمكثوا كثيراً في عاصمتهم دمشق، فقد بنوا مفهومهم للسلطة على الحركة والتنقل وتقسيم المنطقة إلى مقاطعات، ومن هنا كان لهم حضور قوي في الأجناد وفي الأرياف والبادية.
5شهدت بعض المدن، مثل جرش، تطورات عمرانية عكست الدين الجديد، مثل بناء جامع وسط البلدة؛ وتطورات اقتصادية وتجارية تمثلت ببناء منطقة السوق المحيطة بالجامع. لقد دمجت هذه المنشآت ضمن المدينة الأثرية القديمة التي كانت لاتزال مسكونة في ذلك الوقت. وأقيمت بلدات ذات دور إداري، كما كان الحال في عمان والعقبة.
6أما الأرياف، خصوصاً سهول البادية، فشهدت في الفترة الأموية بناء عدد من مقرات الإقامة الفاخرة عرفت بالقصور الصحراوية؛ ومنها في الأردن ثمانية عشر، بعضها قصور حقيقية. كانت معظم هذه القصور جزءا من مواقع استيطانية أكبر، اشتملت على جوامع وحمامات، وأنظمة ري، ومزارع، ومساكن، بل حتى قرى. بنيت هذه المواقع للخلفاء أنفسهم أو لأشخاص من حاشيتهم. لا شك أن هذه المنشآت قد خدمت قبل كل شيء غرضاً سياسياً، بصفتها رمزاً للسلطة والدين الجديدين، ووكمستوطنات تظهر حيازة الصفوة الجديدة الحاكمة للأراضي في بلاد الشام، وكمنتجعات ترَف يتم فيها التفاعل بين الخليفة والأرستقراطية المحلية. إضافة إلى ذلك كانت هذه المواقع، من الناحية الإقتصادية، شكلاً من أشكال الإستثمارفي العقار والإنتاج الزراعي . أما تاريخيا ًفمثلت « قصور الصحراء» الإرث الحضاري الأبرز للفترة الأموية في الأردن.
7عبرَت الطريق الرئيسية الأردن وقد ربطت احداها دمشق بعمان ثم العقبة، ومارة على حافة الصحراء. وقد أصبحت هذه الطريق نفسها خط سير الحجاج إلى مكة. وبالإضافة إليها ربطت طريق أخرى بين عمان وقلب الجزيرة العربية، عابرة واحة الأزرق ووادي السرحان (شكل IV.2).
قلعة عمان الأموية | الَستر نورثيج
8كانت عمان في زمن الأمويين العاصمة الفعلية للأردن، الذي دعي حينها «أرض البلقاء». وقد استفادت من عملية التطوير الأموية أكثر من أي مدينة أخرى في الأردن.
9بني مسجد أنيق إلى جانب سبيل الحوريات الروماني وسط السوق، كما بنيت قلعة جديدة على جبل القلعة لتكون مقرّا للوالي (شكل IV.6).
10إن جبل القلعة هو موقع ربة عمون القديمة ومدينة فيلادلفيا الرومانية بمعبديها. وفي حوالي العام 735 م جرى تشكيل الموقع ليصبح مقراً أميرياً يذكر بالمدينة البيضوية في العراق (762 - 6 ق.م ).
11تميز القصر (126 × 126 متراً) بقاعة استقبال ذات مدخل مصلّب. وقد أنشيء على النمط الشرقي، مقتبسا ًمن طاق كسرى في المدائن. أما في الخلف فأنشئ شارع وصفّ من البيوت، ممتدة إلى بناية استقبال أخرى فيها ديوان وغرفة مقببة (شكل IV.3 و IV.4). كانت أمام القصر ساحة مربعة مفتوحة، وعلى جوانبها دكاكين مواهة للجامع. وفي الجوار انتشرت بيوت صغيرة لجنود الحامية، وارتفع صهريج دائري (شكل IV.5). اتبعت التحصينات التقليد الإسلامي المبكر، ببناء أبراج على زوايا الأسوار، لكنها كانت هنا مربعة وليست مستديرة كأبراج قلاع الصحراء.
12بعد أقلّ من 15 سنة على إنشاء القصر والمجمع السكني المحيط به ، دمره زلزال عام 748م؛ وقد اكتشفت في البيوت المتهدمة تفاصيل كثيرة عن حياة المسلمين في تلك الفترة المبكرة. إلا أن المجمع أعيد بناؤه جزئيا وببطء، وظل مستعملاً عبر العصور الوسطى.
الحمامات الأموية لقُصَير عَمرة | كلود فيبر-كيك
13قصير عمرة عبارة عن منتجع حمامات أموي تحيط به تجهيزات مائية على امتداد وادي البطم . يقع القُصير على بعد 80 كم شرق عمان. اكتشفه الأوربيون في القرن التاسع عشر، وما زالت حالته الهندسية ممتازة (صورة IV.1). تحت الأقبية، يتمتع الزائر بمشاهدة لوحات جدارية متعددة الألوان، ومستوحاة من الفن الإغريقي والشرقي (شكل IV.5). تحفل قاعة كبيرة (المجلس) بعدة مشاهد: الصيد (فرسان يلاحقون حُمُرا وحشية، وقطيع من الكلاب السلوقية)، والرقص، والموسيقى، وحِرفيون مشغولون بعملهم. تصور اللوحات سياقات تاريخية؛ وأشهر اللوحات تصور ستة ملوك كُتبت أسماؤهم باللغتين اليونانية والعربية، جمعهم بشكل رمزي أمير كان يتوق إلى أن يقرن شخصه بكبار هذا العالم (الإمبراطور البيزنطي، الملك الفارسي، آخر ملك قوطي في اسبانيا، الخ.) (شكل IV.7). يخصص تجويف في الحائط لهذا الأمير، الذي يظهر جالسا على العرش، ومحاطا بأفراد حاشيته. في قسم الحمّام ، يتأمل المستحم مشاهد أسطورية تصور متعة الحمامات والفنون. تظهر غصنيات، وشجر، وأشكال نباتية، ومصارعون ضمن هذه المشاهد، وسماء لامعة مصورة على قبة الغرفة الساخنة. وتكمل تزيين هذه الغرفة زخرفات جصّيّة وفسيفساء حائطية (مصنوعة من زجاج مذهّب). يترك المستحم الغرفة الساخنة ليعود إلى قاعة الإستقبال الكبيرة الباردة نسبيا . كان هذا علاجا تقليديا بالإستحمام، مع الإستمتاع بلوحات ملونة جميلة، ما يعكس رقيّ أذواق النخبة الأموية التي بقيت متعلقة بالبادية.
14صُنف القُصير ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو. وهو مفتوح للزوار، ويحظى باهتمام دائرة الآثار العامة (الأردنية). وفي السبعينات، قام فريق إسباني بصيانته وترميم لوحاته. بعد ذلك بعقدين، قام مشروع فرنسي أردني مشترك بنسخ جميع اللوحات، وبتجديد جزئي للساقية.
Le texte seul est utilisable sous licence Licence OpenEdition Books. Les autres éléments (illustrations, fichiers annexes importés) sont « Tous droits réservés », sauf mention contraire.
Les quartiers irréguliers de Beyrouth
Une histoire des enjeux fonciers et urbanistiques dans la banlieue sud
Valérie Clerc-Huybrechts
2008
ONG palestiniennes et construction étatique
L’expérience de Palestinian Agricultural Relief Committees (PARC) dans les Territoires occupés palestiniens, 1983-2005
Caroline Abu-Sada
2007
Penser l'Orient
Traditions et actualité des orientalismes français et allemand
Youssef Courbage et Manfred Kropp (dir.)
2004
The grammars of adjudication
The economics of judicial decision making in fin-de-siècle Ottoman Beirut and Damascus
Zouhair Ghazzal
2007
Itinéraires esthétiques et scènes culturelles au Proche-Orient
Nicolas Puig et Franck Mermier (dir.)
2007
Les pèlerinages au Maghreb et au Moyen-Orient
Espaces publics, espaces du public
Sylvia Chiffoleau et Anna Madœuf (dir.)
2005
Maaloula (XIXe-XXIe siècles). Du vieux avec du neuf
Histoire et identité d’un village chrétien de Syrie
Frédéric Pichon
2010