Atlas of Jordan
|الفصل 2 - من الخطوات الأولى للإنسان الى العصر الهيليني (-1,5 مليون سنة - 323 قبل الميلاد)
العصر الحديدي والفترة الفارسية (1200 - 332 ق. م.)
Texte intégral
1ترافقت بدايات العصر الحديدي في الشرق الأدنى باضطرابات سياسية. فالإمبراطورية الحثّية في الشمال (الأناضول)، والإمبراطورية المصرية في الجنوب، فقدتا هيمنتهما على ساحل بلاد الشام بعد أن كانتا تسيطران على المنطقة خلال العصر البرونزي المتأخر. ووصلت شعوب من البحر إلى سواحل سوريا ومصر، واصطلح على تسميتهم مجتمعين "شعوب البحر"، ومنهم الفلسطينيون. واتفق وصول هؤلاء إلى الساحل الفلسطيني بتاريخ 1175 قبل الميلاد مع بداية العصر الحديدي في جنوب بلاد الشام.
- 1 حوليات: سجلات سنوية تكتب باسم الملك، وتتعلق حصريا بآشور؛ وهي تروي سيرة الحملات الملكية الظافرة، وتك (...)
- 2 يوميات: تمثل أهم الأحداث البطولية لكل سنة من سنوات حكم الملك.
2ابتداء من 1000 ق.م.، تشكلت كيانات جديدة، وتجزّأت بلاد الشام إلى دول صغيرة، من ضمنها المملكتان الآرامية والفينيقية، إضافة إلى إسرائيل ويهوذا في فلسطين. أما في الأردن الحالي، فتقاسمت ممالك عمّون ومؤاب وأدوم الأراضي المحددة بالنهرين الرئيسيين (وادي الموجب ووادي الحسا) (شكل II.18)، وتغيرت حدود هذه الممالك حسب نتائج الحروب بينها. لا تتوافر مخلفات أثرية كافية لكتابة تاريخ ممالك شرق الأردن بدقة، فالمصدر الرئيسي المكتوب هو التوراة. وتتكون المصادر الأخرى – التي لا تغطي إلا ما بعد بداية العصر الحديدي الثاني - من حوليات1 آشورية وسجلات2 آشورية وبابلية وفارسية، وهي لا تشير إلى شرق الأردن إلا لماماًً. لكن بعض الكتابات المحلية النادرة تسدّ هذا النقص جزئيا. يبدو أن الممالك قد تكوّنت تدريجيا من اتحاد القبائل المتجاورة. وتوزعت مواقع استقرار السكان تبعاً لتوزع لأراضي الزراعية؛ فانتشرت القرى من الشمال إلى الجنوب مع مرور الزمن. وقد عُثر على آثار قرى تنتمي إلى هذه الفترة المبكرة في عمون وعلى الهضبة الوسطى في مؤاب.
- 3 خَبَث: نفايات ناتجة عن عمليات التعدين.
3تمثل المظاهر المادية لحضارة العصر الحديدي (الفخار والصوان) استمرارا لحضارة العصر البرونزي الحديث، بحيث يصعب التمييز بينهما أحيانا. لم تشهد أدوم استيطانا مهما، لكن استغلال مناجم النحاس في خربة النحاس ووادي فينان كان مكثفا في هذه الفترة، كما تدل كمية االخَبَث3 المكتشفة والناتجة عن عملية التعدين (شكل II.19).
Discovered in Dhiban in 1868, the Mesha Stele tells how Mesha, King of Moab, took back his cities of Atarot and Nebo from Israel. The text thanks King Kamosh for his help in the victory. It dates back to 830 BC.
4اكتشفت شواهد على نزاعات بين هذه الممالك خلال العصر الحديدي الثاني، وخاصة مع الجارة، إسرائيل. وتعتبر مسلة ميشع دليلاً استثنائيا على ذلك (صورة II.19). تظهر آثار دولة تعود إلى هذه الفترة، وكان مركزها الإداري في بصيرا في الجنوب (صورة II.18). وتطورت مدينتا طويلان وأم البيارة في القرنين الثامن والسابع قبل الميلاد، حين كانت ممالك الأردن تحت الوصاية الآشورية. لم يُعثر على أية محطة تجارية أو مركز إداري آشوري في الأردن، ما يشير إلى غياب السيطرة المباشرة. وقد استفادت الممالك من ازدهار التجارة بين الجزيرة العربية وسوريا خلال فترة السلام الآشوري (700 - 652 ق.م.)، بما فيها تجارة البخور. التحق الجنوب الأردني في تلك الفترة بالمجال الإقتصادي والثقافي للجزيرة العربية. ورغم صعوبة تحديد الطرق التجارية على نحو دقيق، إلا أنه يمكن تمييز طريق تمتد من الشمال إلى الجنوب، وتعرف باسم طريق الملوك، كما يشار إليها في التوراة. وتدل المواد الأثرية، والخزف تحديداً، على أن التبادلات التجارية كانت نشطة أيضاً مع مملكتي إسرائيل ويهوذا.
5في سنة 627 قبل الميلاد، انقلب الملك البابلي نبوبولسار على الإمبراطور آشوربنيبعل في بلاد الرافدين، وسيطر نبوبولسار سريعاً على باقي الإمبراطورية، بما في ذلك شرق الأردن. اختلف تاريخ الممالك الأردنية الثلاث خلال القرن السادس، فتحتَ إمرة نبوخذ نصر الثاني تحالفت جيوش عمون ومؤاب وأدوم مع البابليين في حربهم ضد يهوذا سنة 596 ق.م.، واستولى التحالف على القدس، ثم تمردت مملكتا الشمال سنة 587 ق.م.، لكن الجيش البابلي وضع حدا لهذا التمرد سنة 582 ق.م.، وجعل من عمون ومؤاب ولايتين تابعتين. أما أدوم التي ظلت وفية للحكم البابلي، فاحتفظت بسيادتها، ومدّت سيطرتها إلى النقب، لكن سرعان ما دمجها الملك البابلي نابونيدوس (555 - 539 ق.م.) ضمن الولاية العربية، عندما عبر شرق الأردن إلى تيماء في الحجاز، حيث مكث 9 أعوام. وفي سنة 539 قبل الميلاد، دخل الفارسي كورش بابل وقضى على الإمبراطورية البابلية الجديدة. ويعتبر هذا الحدث إيذانا بختام العصر الحديدي.
6احتفظت أدوم، تحت الإشراف الفارسي (539 – 333 ق.م.)، بدرجة من الحكم الذاتي، ولكنها خضعت لسلطة الوالي الذي حكم شرق الأردن وفلسطين. ويصعب التأكد من نسبة المواد الأثرية والنقوش إلى هذه الفترة، بسبب تداخلها مع الفترة السابقة. ويشير الباحث لومير إلى أن الآرامية أصبحت اللغة المكتوبة المهيمنة على غيرها من اللغات المحلية: العمونية والمؤابية والأدومية. بعد أن هزم الإسكندر المقدوني الفينيقيين عام 333 ق.م، مثل احتلاله لبابل، عام 332 ق.م، بداية الحقبة الهلّينية.
Notes
1 حوليات: سجلات سنوية تكتب باسم الملك، وتتعلق حصريا بآشور؛ وهي تروي سيرة الحملات الملكية الظافرة، وتكتب بانتظام مع كل انتصار جديد.
2 يوميات: تمثل أهم الأحداث البطولية لكل سنة من سنوات حكم الملك.
3 خَبَث: نفايات ناتجة عن عمليات التعدين.
Table des illustrations
![]() | |
---|---|
Titre | الشكل 18.II: نمطية المواقع الأثرية الرئيسية في العصر الحديدي والحقبة الفارسية (جوفنل) |
Crédits | A. Jouvenel |
URL | http://books.openedition.org/ifpo/docannexe/image/7721/img-1.jpg |
Fichier | image/jpeg, 172k |
![]() | |
Titre | الشكل 19.II: مساحة المواقع الرئيسية في العصر الحديدي والحقبة الفارسية (جوفنيل) |
Crédits | A. Jouvenel |
URL | http://books.openedition.org/ifpo/docannexe/image/7721/img-2.jpg |
Fichier | image/jpeg, 160k |
![]() | |
Titre | اللوحة 18.II: بصيرا (أ. جوفنل) |
Crédits | A. Jouvenel |
URL | http://books.openedition.org/ifpo/docannexe/image/7721/img-3.jpg |
Fichier | image/jpeg, 128k |
![]() | |
Titre | اللوحة 19.II: حجر ميشع (اللوفر – باريس) |
URL | http://books.openedition.org/ifpo/docannexe/image/7721/img-4.jpg |
Fichier | image/jpeg, 52k |
![]() | |
Titre | Edomite pottery, late Iron II, Busayra |
Crédits | A. Jouvenel after Bienkowski and van der Steen, 2001 |
URL | http://books.openedition.org/ifpo/docannexe/image/7721/img-5.jpg |
Fichier | image/jpeg, 31k |
© Presses de l’Ifpo, 2013