Précédent Suivant

لبنان «قصر للمياه»؟

p. 76-77

Résumé

للمياه في لبنان هوية قوية. وقد سمح التناقض القائم بين الجبال الخضراء والسهول القاحلة السورية بتأكيد خصوصية البلد في كامل الشرق الأوسط. ففي فترة البناء الوطني بعد الاستقلال اعتبر لبنان «هبة الليطاني»، وجباله التي ترويها الأمطار «العمود الفقري لوحدة لبنان». ومع ذلك، فهذه الوفرة مهددة حاليًا بزيادة الاحتياجات المنزلية والزراعية بشكل خاص. والتدابير الجذرية للحد من الهدر هي وحدها الكفيلة بالحفاظ على التوازن بين الموارد المتوفرة واستثمارها في العقود المقبلة.


Texte intégral

بلد غني نسبيًا بالمياه على مستوى المنطقة

1مع متوسط تساقط أمطار بحدود 855 مم/سنة، يتـمتع لبنان نسبيًا بموارد مائية جيدة على مستوى المنطقة، مما منحه سمعته كقصر للمياه. ومناخه «المتوسطي المعتدل» المتـميز بكثافة الأمطار من تشرين الثاني إلى نيسان وبصيف حار في وجه خاص، قد ولّد 40 نهرًا رئيسًا منها 17 دائم الجريان. تنقسم هذه الأنهار إلى مجموعتين كبيرتين. فمن جهة، تمثل ثلاثة من الأحواض المائية لوحدها ما يقارب 44% من مساحة البلاد: الليطاني (2140 كم2) والعاصي (1720 كم2) والحاصباني (680 كم2). ومن جهة أخرى، لدى لبنان العديد من الأنهار الساحلية التي تنبع من جبل لبنان وتصب في البحر الأبيض المتوسط.

2تمثّل المياه الجوفية نحو 18% من موارد البلاد وتضمن استدامة العديد من الأنهار التي تغذيها الينابيع الكارستية المنتشرة في المنطقة. وتتأثر الأنهار والينابيع كثيرًا بالتباين السنوي لهطول الأمطار: 75% من مجموع غزارة الأنهار تقع بين كانون الثاني وأيار، و16% بين شهري حزيران وتموز و9% بين آب وتشرين الأول. أما بالنسبة للينابيع، فلا توفر خلال فصل الصيف سوى 17% من صبيبها السنوي.

الشكل 5-2: توزع الموارد المائية في لبنان

Image 10000201000001F80000029558086A61.png

من الضروري التعامل بحذر مع مجموعة المعطيات الهيدرولوجية. فشبكة محطات القياس لم يُعَد تأهيلها إلا جزئيًا بعد الحرب الأهلية وعدد الموظفين غير كاف لضمان الرصد الفعال والمستـمر. وغالبًا ما يستند تقدير الموارد إلى سلسلة من القياسات التي يعود تاريخها إلى الفترة 1960-1970 والتي يمكن أن تتنوع كثيرًا بحسب الذين قاموا بها. ولقد اخترنا بشكل عام اعتـماد المعطيات المقدمة من وزارة الطاقة والمياه.

خطر نقص المياه

3لا تخفي الوفرة النسبية لهطول الأمطار الوضع الصعب حاليًا. فمعدل كمية المياه العذبة المتوفرة للفرد لا يزال يضع لبنان في صف الدول المحظوظة في المنطقة، ولكن منذ العام 2014، تجاوز «قصر للمياه» عتبة ندرة المياه التي وضعتها الأمم المتحدة.

4تكشف المقارنة بين الطلب على المياه والحجم الفعلي للمياه المستثمرة والموارد المتجددة وضعًا مختلفًا. يشكّل الطلب الحالي في الواقع عشر الموارد القابلة للاستغلال ولكن التوازن مترنح. فالتوقعات المتفائلة لوزارة الطاقة والمياه في لبنان في ما يخص التغيرات في الطلب على المياه للعام 2030 تعتـمد على زيادة محسوبة في عدد السكان، فضلاً عن تنفيذ السياسات العامة الهادفة لتحسين فاعلية شبكات مياه الشرب كما هي الحال بالنسبة لتقنيات الري. ومن دون هذه القياسات، سيستهلك لبنان أكثر من 100% من موارده المائية في غضون الأعوام العشرة المقبلة وفقًا لمعطيات البنك الدولي كما أن إنتاج المياه في الوقت الحالي بالكاد يسمح بتلبية الطلب ويضعف فرص الاستدامة.

5يظل تخزين المياه السطحية ضعيفًا جدًا حاليًا، وتتم تغطية الاحتياجات إلى حد كبير بالاستخدام المكثف للمياه الجوفية. فهي تغطي اليوم 50% من احتياجات الزراعة و80% من الاحتياجات لمياه الشفة. يُترجم هذا الاستغلال الخارج عن السيطرة جزئيًا بانخفاض في مستوى المياه الجوفية، وبتداخلات كبيرة لمياه البحر في المناطق الساحلية الأكثر ازدحامًا بالسكان.

الشكل 5-3: الموارد المائية المتجددة للفرد: لبنان في منطقته

Image 10000201000004240000012722654D49.png

الشكل 5-4: تطور الطلب على المياه في لبنان بين 2010 و2030

Image 10000201000001F8000001272F340BD5.png

الشكل 5-5: مختلف موارد المياه المنتجة في لبنان في العام 2010

Image 10000201000001F800000127D254AED1.png
Précédent Suivant

Le texte seul est utilisable sous licence Licence OpenEdition Books. Les autres éléments (illustrations, fichiers annexes importés) sont « Tous droits réservés », sauf mention contraire.