المخاطر (1): حرائق الغابات والانهيارات الأرضية والأنشطة البشرية

شادي عبد الله

p. 66-67

Résumé

حظيت أنـماط عديدة من المخاطر باهتـمام متزايد في لبنان خصو صًا لأن عددها ومداها يمكن أن يتضاعفا بسبب التغيرات المناخية القائمة. وتساهم فترات الأمطار الغزيرة، وعددها يرتفع أكثر فأكثر، في زيادة عدد الفيضانات والانهيارات الأرضية وحجمها التي تؤثر أصلاً بلبنان، في حين أن ارتفاع درجات الحرارة وزيادة عدد فترات الجفاف يؤدي لاشتعال الحرائق في الغابات.


Texte intégral

من حرائق الغابات إلى الحرائق في الضواحي العمرانية؟

1تعرضت 35% من مساحة الغابات إلى أضرار ملحوظة في الفترة الممتدة بين 1960 و2010. وإن كان اجتثاث الأشجار قد لعب دورًا رئيـسًا في هذه التطورات، فقد ساهمت حرائق الغابات في ذلك أيـضًا، الأمر الذي لفت انتباه المؤسسات العامة، بما في ذلك المجلس الوطني للبحوث العلمية فأطلق العديد من الدراسات حولها. إن المعطيات الوحيدة المتاحة لهذه الأحداث وعلى مدى فترة طويلة هي عدد المهمات التي تمت لكل مركز من مراكز الدفاع المدني، مع معلومات عن طبيعة المناطق المتضررة، وبعض المحاولات لرسم الخرائط للمناطق المحترقة المرتكزة على صور الأقمار الصناعية. ولذلك فمن غير الممكن تحديد مكان هذه الحرائق بشكل دقيق على مر الزمن ولكن يمكن إبداء بعض الملاحظات.

2سُجلت سنويًا ما بين 8000 و16000 عملية تدخل لمراكز للدفاع المدني في ما يخص حرائق الغطاء النباتي. وفقًا لتقديرات المجلس الوطني للبحوث العملية، فقد احترق وسطيًا 1200 هكتار، أي ما يعادل 0,1% من الأراضي اللبنانية. وتبين أن مناطق الغطاء النباتي المنخفضة هي الأكثر تضررًا. وفي جبل لبنان، وهو من أهم المناطق المشجرة في البلاد، تتعرض الغابات للحرائق في كثير من الأحيان. وفي المناطق الجنوبية والشرقية والشمالية من البلاد، وخصو صًا في عكار، يلاحظ تزايد حالات تدخل الدفاع المدني في المناطق الزراعية. وهناك عوامل عدة تفسر تكرار هذه الحرائق، أبرزها الرعي الجائر واستثمار الخشب والزحف العمراني على المناطق الريفية وانحسار المساحات الزراعية لمصلحة الأراضي البور المعشوشبة، ويشهد هذا كله على أهمية الدور الذي تلعبه الأنشطة البشرية في نمو هذه الظواهر. وتكشف خرائط مناطق الخطر التي وضعها المجلس الوطني للبحوث العلمية في العام 2015، والمعروضة هنا بحسب الأقضية، أن المناطق الأكثر تضررًا هي تلك الواقعة على أطراف المدينتين الرئيستين بيروت وطرابلس. وقد دفع هذا بالباحثين إلى التحذير من خطر جديد: وقوع حرائق في مناطق التوسع العمراني.

الشكل 4-6: آثار ومخاطر حدوث حرائق الغابات

Image 10000201000001F70000037A596E2735.png

الحركات الأرضية

3لا تتوفر أية خريطة للحركات الأرضية في جميع أنحاء الأراضي اللبنانية، وقد أظهرت العديد من الدراسات أهمية هذه الظواهر وتنوعها. وتم إحصاء أكثر من 3500 انزلاق للتربة و6000 انهيار للصخور، كما تم إحصاء الحجارة والأنقاض. وتؤدي هذه الحركات إلى خسائر مالية تتراوح وسطيًا بين 10 و15 مليون دولار سنويًا. كما أنها قد تكون في بعض الأحيان مدمرة جدًا: ففي آذار من العام 1992، أدى انزلاق للتربة في قرية حزرتا البقاعية قرب مدينة زحلة إلى تدمير العديد من المنازل والتسبب في وفاة 20 شخـصًا. ويدل مثال منطقة فاتر في جبل لبنان على أن هذه المخاطر قد تتراكم في بعض الأماكن، بما في ذلك المناطق القريبة من المساكن والمباني المختلفة.

الشكل 4-7: الانهيارات الأرضية في فاتر، جبل لبنان (المصدر: ش. عبد الله، 2013)

Image 100000000000060E000004640AFD2222.jpg

4وتساهم عوامل مختلفة في وقوعها وتكرارها. وقد تكون أحيانًا أحداثًا استثنائية، على غرار الانهيارات أو الزلازل كذاك الذي وقع في العام 1956. كما أنها يمكن أن تكون مرتبطة بسلسلة من الأمطار الغزيرة التي يتزايد عددها، أو بالأنشطة البشرية. فبناء الطرق أو المباني وتزايد المقالع وأنظمة الري كلها تغيّر نظام جريان المياه، وهي كلها عناصر مساعدة لا تلقى في الوقت الحاضر أي جهد للتنظيم الذي يأخذ في الاعتبار مشكلة الحركات الأرضية.

5الشكل 4-8: الحركات الأرضية التي لوحظت في لبنان في العام 2010

Image 10000201000001F8000001270111F33E.png

Le texte seul est utilisable sous licence Licence OpenEdition Books. Les autres éléments (illustrations, fichiers annexes importés) sont « Tous droits réservés », sauf mention contraire.