لبنان وأمراء الخليج: اعتماد متزايد
p. 38-39
Résumé
توطدت العلاقات بين لبنان وشبه الجزيرة العربية بشكل كبير خلال نصف القرن الفائت، ووجد كثير من اللبنانيين فرص عمل هناك أو جمعوا الثروات. من جهة أخرى، يعتبر عرب الخليج لبنان ملاذًا للسياحة، وأرضًا للاستثمار، خصو صًا في قطاع البناء. وتثير هذه الروابط الشديدة مسألة زيادة التبعية الاقتصادية حتى وإن كانت تخضع لتقلبات أسعار النفط ولتذبذبات الجغرافيا السياسية (لن نعالج هنا العلاقة مع إيران، التي تملك نفوذًا سياسيًا في لبنان لا يمكن تجاهله).
Texte intégral
ازدياد الهجرة إلى دول الخليج العربي والتحويلات النقدية
1تطورت الوجهات المفضلة للهجرة اللبنانية إلى حد كبير خلال السنوات الأربعين الفائتة. وعلى الرغم من أن ثلاثة أرباع المهاجرين كانوا يتوجهون نحو بلدان منظمة التعاون الاقتصادي والتنـمية (OCDE) خلال سنوات الحرب الأهلية، فقد واصلت الهجرة نموها إلى دول الخليج منذ العام 1960. وأصبحت شبه الجزيرة العربية، منذ منتصف التسعينيات من القرن الفائت، الوجهة المفضلة للبنانيين الباحثين عن العمل. وتجتذب دول الخليج الآن نحو 50% من حركة الهجرة اللبنانية.
2وفي الوقت ذاته، يشكل عرب الخليج، منذ العام 1950، السياح الأجانب الأوائل في البلاد (أكثر من 50% في الفترة 2000-2010). لكن نسبة السياح ما زالت في انخفاض مستـمر منذ العام 2010 (384000 سائحًا مقابل 98000 في العام 2014).
3وتمثل التحويلات النقدية من المهجر ما بين 5 و7,5 مليار دولار سنويًا، وهي مبالغ تعادل بحسب السنوات 14 إلى 26% من الناتج المحلي الإجمالي. ومع ذلك، فقد انخفضت هذه النسبة بشكل مطرد تقريبًا منذ العام 2004. بينـما، ومنذ العام 2009، لم تتجاوز التحويلات سقف مبلغ 6,5 مليار دولار في السنة. ومنذ العام 2009 وحتى العام 2013، يأتي ثلثا هذه التحويلات النقدية من دول مجلس التعاون الخليجي، مع تغييرات مرتبطة جزئيًا بالتغييرات في أسعار النفط.
تراجع هيمنة الاستثمارات الخليجية
4انخفضت الاستثمارات الأجنبية المباشرة (IDE) في لبنان منذ العام 2005، من 3,3 مليار دولار إلى نحو 3 مليار دولار في العام 2014، وكانت قد بلغت أعلى مستوياتها في العام 2009 (4,4 مليار). في العام 2005، كانت قيـمة الاستثمارات تعادل 67% من قيـمة التحويلات، في حين أنه وبعد مرور عشر سنوات لم تعد تمثّل سوى 41%. عمومًا، ومنذ العام 2000، كانت نسبة 80% من الاستثمارات الأجنبية المباشرة تأتي من دول الخليج، مع توجه واضح نحو القطاع العقاري.
5ومنذ العام 2007 على وجه الخصوص، يستقطب القطاع العقاري معظم الأموال الأجنبية. وقد كان هذا القطاع لوحده وعلى مدى السنوات الخمس الماضية، وجهة لأكثر من 85% من الاستثمارات الأجنبية المباشرة (90,1% في العام 2014). وبعد أن كانت للاستثمارات الإماراتية والكويتية الهيـمنة خلال العقد الأول، فقد تباطأت منذ ذلك الحين، في حين أن الاستثمارات السعودية وصلت إلى أعلى مستوياتها في الفترة 2010-2011. ومنذ العام 2011، ظهرت أهمية المستثمرين العرب الآخرين، ولا سيـما السوريين والأردنيين. وفي الوقت ذاته، نشهد انسحاب المستثمرين الخليجيين في القطاع العقاري، وهم يحاولون بيع أملاكهم بشكل جزئي أو كلي.
6تميل هذه العناصر إلى إظهار كثافة العلاقات الاقتصادية وأهميتها بالنسبة للبنان مع دول الخليج العربي. ومع ذلك، إذا كانت الانخفاضات القطاعية النسبية أو المطلقة الملاحظة في السنوات القليلة الماضية تسبّب الانكماش الاقتصادي، فهي أيـضًا من النوع الذي يسمح للبنان بأن يكون أكثر استقلالية في وجه هذا المركز الإقليـمي الأوحد. فإذا كانت تلك البلدان تشكل بطبيعة الحال شريكًا اقتصاديًا رئيسًا، ليس من مصلحة لبنان قطعًا أن يبني نموذجه التنـموي فقط على القطاعات التي تفضلها تلك البلدان، وذلك لتجنب الصدمات والضغوط الناجمة عن هذه التبعية، بسبب الآثار الاجتـماعية والاقتصادية الناجمة عن التخصص في هذه القطاعات.
Auteur
Le texte seul est utilisable sous licence Licence OpenEdition Books. Les autres éléments (illustrations, fichiers annexes importés) sont « Tous droits réservés », sauf mention contraire.
Returning to Political Parties?
Partisan Logic and Political Transformations in the Arab World
Myriam Catusse et Karam Karam (éd.)
2010
أطلس لبنان
الأرض والمجتمع
إيريك فرداي, غالب فاعور et سيباستيان فيلو محمد الدبيات, نور خربطلي et سلمى العظمة (trad.)
2012
L’artisanat du métal à Alep
Héritage et postérité
Moheb Chanesaz, Ella Dardaillon et Jean-Claude David (dir.)
2018
Chroniques de la révolte syrienne
Des lieux et des hommes 2011-2015
Mémoire créative de la révolution syrienne Nathalie Bontemps (trad.)
2018
La culture et ses dépendances
Les productions culturelles et leurs circulations au Maghreb et au Moyen-Orient
Abdelfettah Benchenna et Dominique Marchetti (dir.)
2022