الإلاهيات(§ 1-11)

1صلى الله على سيدنا ومولانا محمد وآله وصحبه وسلم تسليمًا¹.

2قَالَ الشَّيْخُ الفَقِيهُ² أَبُو عِمْرَانَ الجَوْرَاءِي رَحِمهُ الله تَعَالَى وَرَضِيَ عَنهُ³:

3.1 بِالمَخْلُوقَاتِ يُعْرَفُ الخَالقُ كَمَا أَنَّ بالمَصْنُوعَات يُعْرَفُ الصَّانِعُ. وَالدَّلِيلُ عَلَى ذَلِكَ النَّقْلُ وَالعَقْلُ.

4.2 فَأمَّا النَّقْلُ: فَقَوْلُهُ تَعَالَى ﴿وَفِي أَنْفُسِكُم أَفَلَا تُبْصِرُونَ﴾ [الذارايات : 21]⁴ وَقَوْلُهُ صلى الله عَلَيْهِ وَسَلمَ: مَنْ عَرَفَ نَفْسَهُ فَقَدْ عَرَفَ رَبَّهُ⁵.

5.3 وَأَما العَقْلُ: فَوُجُودُ الفِعْلِ مِنْ غَيْرِ فَاعِلٍ مُحَالٌ. وَوُجُودُ الثَّوْبِ⁶ مِنْ غَيْرِ نَاسِجٍ مُحَالٌ. وَانْقِلَابُ التُّرَابِ طِينًا مَبْلُولًا ثُمَّ لَبِنًا مَضْرُوبًا ثُمَّ قَصْرًا مَشِيدًا مِنْ غَيْرِ صَانِعٍ مُحَالٌ. وَالمُحَالُ: مَا لَا يُتَصَوَّرُ وُجُودُهُ فِي العَقْلِ.

6.4 وَاجتَمَعَت العلَمَاء⁷ عَلَى أَنَّ الشَّاهدَ يَدُلُّ عَلَى الغَائِبِ.

7.5 وَقَالَ بَعْضُ⁸ الشُّيُوخِ⁹: مَن أَرَادَ أَنْ يَعْرِفَ رَبَّهُ فَلْيَعْرِفْ نَفْسَهُ لأنَّ كُلَّ حَالَةٍ مِنْ أَحْوَالِهِ تَدُلُّ عَلَى صِفَةٍ مِنْ صِفَاتِ رَبِّهِ:

• حُدُوثٌ بِقِدَمٍ.

• وَجَهْلٌ بِعِلْمٍ.

• وَعَجْزٌ بِقُدْرَةٍ¹⁰.

• وَنَقْصٌ بِكَمَالٍ.

8وَهَذَا¹¹ فِي إِثْبَاتِ الصَّانِعِ وَهُوَ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى^12. 

9.6 وَالإِيمَانُ عَلَى ثَلَاثَةِ أَقْسَامٍ¹³:

• إِيمَانٌ باللَهِ.

• وَإِيمَانٌ بالرَّسُولِ.

• وَإِيمَانٌ بِمَا جَاءَ بِهِ الرَّسُولُ.

10.7 وَمَعْرِفَةُ التَّوْحِيدِ عَلَى ثَلَاثَة أَقْسَامٍ:

• مَا يَجِبُ للهِ.

• وَمَا يَسْتَحِيلُ عَلَيْهِ.

• وَمَا يَجُوزُ لَهُ¹⁴.

11.8 فَالذِي يَجِبُ لَهُ¹⁵:

• الوُجُودُ؛

• وَالقِدَمُ؛

• وَالوَحْدَانِيَّةُ¹⁶؛

• وَالقُدْرَةُ؛

• وَالكَمَالُ؛

• وَالبَقَاءُ؛

• وَأَنَّهُ قَائِمٌ بِنَفْسِهِ؛

12وَأَنَّه مُخَالِفٌ لِخَلْقِهِ.

13.9 والَّذِي يَسْتَحِيلُ عَلَيْهِ:

• الحُدُوثُ؛

• العَدَم؛

• وَالفَنَاءُ؛

• وَالشَّرِيكُ؛

• وَالنَّقْصُ؛

• وَالعَجْزُ؛

• وَالصَّاحِبَةُ؛

• والوَلَدُ.

14.10 وَالَّذِي يَجُوزُ لَهُ ¹⁷:

• إيجَادُ الخَلْقِ بَعْدَ عَدَمِهِم؛

• وَعَدَمُهُم بَعْدَ وُجُودِهِم؛

• وَوُجُودُهم بَعْدَ عَدَمِهِم¹⁸؛

• وَانْبِعَاثُ الرُّسُلِ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ؛

• وَخَلْقُ الأَقْوَالِ وَالأَفْعَالِ.

15.11 فَلَا يَجِبُ عَلَيْهِ¹⁹ فِعْلٌ وَلَا يَنْحَتِمُ عَلَيْهِ ثَوَابٌ وَلَا عِقَابٌ. فَالثَّوَابُ مِنهُ فَضْلٌ وَالعِقَابُ مِنْهُ عَدْلٌ²⁰ لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ²¹.

النبوات(§ 12-21)

16.12 وَأَمَّا²² مَعْرِفَةُ الرُّسل صَلَوَاتُ اللَهِ عَلَيْهِم فَعَلَى ثَلَاثَةِ أَقْسَامٍ:

• مَا يَجِبُ لَهُمْ²³؛

• وَمَا يَسْتَحِيلُ عَلَيْهِمْ؛

• وَمَا يَجُوزُ لَهُمْ²⁴.

17.13 فَالذي يَجِبُ لَهُمْ:

• الصِدْقُ؛

• وأداء²⁵ الأَمَانَةِ؛

• وَالتَّبْلِيغ²⁶.

18.14 وَالَّذِي يَسْتَحِيلُ عَلَيْهِم:

• الكَذِبُ؛

• وَالخِيَانَةُ؛

• وَعَدَمُ التَّبْلِيغِ²⁷.

19.15 وَالَّذِي يَجُوزُ لَهُم²⁸ مَا يَجُوزُ عَلَى سَائِرِ البَشَرِ:

• مِنَ الأَكْلِ؛

• ^{وَالشُّرْبِ؛}

• وَالبَيْعِ؛

• وَالشِّرَاءِ؛

• وَالنِّكَاحِ؛

• وَالنِّسْيَان فِيمَا لَمْ يُؤمَرُوا بِتَبْلِيغِهِ^{29 –} صَلَوَاتُ اللَهِ عَلَيْهِم وَسَلَامُهُ³⁰.

20.16 وَالَّذِي جَاءَ بِهِ الرَّسولُ³¹ عَلَيْهِ السَّلامُ عَلَى ثَلَاثَة أَقْسَامٍ:

• أَمْرٌ؛

• وَنَهْيٌ؛

• وَخَبَرٌ.

21.17 وَالخَبَرُ عَلَى ثَلَاثَةِ أَقْسَامٍ:

• قِسْمٌ عَلَى³² الدُّنْيَا وَانْقِرَاضِهَا.

• وَقِسْمٌ عَلَى الآخِرَةِ وَدَوَامِها.

• وَقِسْمٌ عَلَى الرُّسُلِ وَأُمَمِهِمْ³³.

22.18 فَإِنْ قِيلَ لَكَ:

• بِمَاذَا ثَبَتَ الثَّوَابُ وَالعِقَابُ؟

23تَقُولُ³⁴: بِالطَّاعَةِ وَالمَعْصِيَةِ.

• وَبِمَاذَا ثَبَتَتِ الطَّاعَةُ وَالمَعْصِيَةُ؟

24تَقُولُ: بالأمر والنهي.

• وَبِمَاذَا ثَبَتَ الأَمْرُ وَالنَّهْيُ؟

25تَقُولُ: بِالسَّمْعِ.

• وَبِمَاذَا ثَبَتَ السَّمْعُ؟

26تَقُولُ: بِالرَّسُولِ³⁵.

• وَبِمَاذَا ثَبَتَ الرَّسُولُ؟

27تَقُولُ: بِالمُعْجِزَاتِ³⁶.

28.19 وَتِلْكَ الْمُعْجِزَاتُ لَا تَخْلُو:

• إِمَّا أَنْ تَكُونَ خَارِقَةً لِلْعَادَةِ.

• أَوْ غَيْرَ خَارِقَةٍ.

29فَإِنْ كَانَتْ غَيْر خَارِقَةٍ لِلْعَادَةِ فَهِيَ بَاطِلَةٌ³⁷ فَلَمْ يَبْقَ إِلَّا أَنْ تَكُونَ خَارِقَةً لِلْعَادَةِ.

30ثُمَّ لَا تَخْلُو:

• إِمَّا أَنْ تَكُونَ مِنْهُ.

• أوْ مِنْ غَيْرِهِ.

31فَبَاطِلٌ أَنْ تَكُونَ مِنْهُ إِذْ لَوْ صحَّ أَنْ تَكُونَ مِنْهُ لَصَحَّ وُقُوعُهَا مِنْ أَمْثَالِهِ.

32فَلَمْ يَبْقَ إِلَّا أَنْ تَكُونَ مِنْ غَيْرِهِ. وَذَلِكَ الغَيْرُ لَا يَخْلُو:

• إِمَّا أَنْ يَكُونَ مِنْ جِنْسِهِ.

• أَوْ مِنْ غَيْرِ جِنْسِهِ³⁸.

33إِذْ لَوْ كَانَ مِنْ جِنْسِهِ لَعَجَزَ كَعَجْزِهِ فَلَمْ يَبْقَ إِلَّا أَنْ تَكُونَ مِنْ غَيْرِه ِوَهُوَ الله سُبْحَانَهُ³⁹.

34.20فَإِنْ قِيلَ لَكَ: بِمَاذَا ثَبَتَ القُرْءَانُ؟

35فَتَقُولُ: بِالتَّوَاتُرِ.

36وَالتَّوَاتُرُ: خَبَرُ أَقْوَامٍ بَلَغُوا فِي الكَثْرَةِ إِلَى حَيْثُ وَصَلَى⁴⁰ العِلْمُ.

37وَقِيلَ: نَقْلُ خَلَفٍ عَنْ سَلَفٍ⁴¹.

38.21فَإِنْ قِيلَ لَكَ: بِمَاذَا ثَبَتَ القُرْءَانُ⁴²؟

39تَقُولُ: بِالإِعْجَازِ. وَإِعْجَازُهُ مِنْ خَمْسَةِ أَوْجُهٍ⁴³:

• .1الأَوَّلُ⁴⁴ : أَنَّ⁴⁵ الَّذِي تَحَدَّثَ⁴⁶ بِهِ كَانَ أُمِّيًّا مَعْلُومَ الحَالِ فِي عَدَمِ الاِشْتِغَالِ بِرِوَايَاتِ⁴⁷ القَصَصِ وَالأَخْبَارِ وَقَدْ أَتَى بِعَظِيمِ الأُمُورِ وَمُبْهَمَاتِ القَصَصِ مِنْ آدَمَ إِلَى زَمَانِنَا هَذَا⁴⁸.

• .2وَالوَجْهُ الثَّانِي: أَنَّ تِكْرَارَهُ يَزْدَادُ حَلَاوَةً⁴⁹ فِي القُلُوبِ.

• .3وَالوَجْهُ الثَّالِثُ: أَنَّهُ عَجِيبُ النَّظْمِ بَدِيعُ التَّألِيفِ.

• .4وَالوَجْهُ الرَّابِعُ: وَهُوَ الصَّحِيحُ بِأَنَّ إِعْجَازَهُ⁵⁰ أَنَّ الفُصَحَاءَ وَالبُلَغَاءَ لَمْ يَقْدِرُوا عَلَى الإِتْيَانِ بِمِثْلِهِ لِبَلَاغَتِهِ⁵¹ وَهَيْئَةِ نَظْمِهِ.

• .5وَالوَجْهُ الخَامِسُ: أَنَّهُ يُخْبِرُ بِالْغُيُوبِ.

رجوع إلى الإلاهيات(§ 22-48)

40.22وَاجْتَمَعَتِ الأَئِمَّةُ⁵² عَلَى وُجُوبِ مَعْرِفَةِ اللهِ تَعَالَى.

41.23 فَقَالَ بَعْضُ الشُّيُوخِ⁵³: مَعْرِفَةُ اللهِ تَعَالَى أَصْلٌ وَمَا عَدَا ذَلِكَ⁵⁴ فَرْعٌ وَمِنَ المُحَالِ أَنْ يَثْبُتَ الفَرْعُ⁵⁵ مَعَ عَدَمِ الأَصْلِ.

42.24 قَالَ أَبُو حَامِد الغَزَالِيُّ⁵⁶ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وَرَحِمَهُ⁵⁷:

43أَوَّلُ مَا يَجِبُ عَلَيْكَ مَعرفَةُ المَعْبُودِ ثُمَّ تَعْبُدُهُ. فَكَيْفُ تَعْبُدُ مَنْ لَا تَعْرِفُه بِأَسْمَائِهِ وَصِفَاتِه وَمَا يَجِبُ لَهُ وَمَا يَسْتَحِيلُ عَلَيْهِ وَمَا يَجُوز ُ له⁵⁸ وَرُبَّمَا تَعْتَقِدُ فِي صِفَاتِهِ شَيْئًا وَنَعُوذُ⁵⁹ بِاللَّهِ مِمَّا يُخَالِفُ الحَقَّ فَتَكُونُ عِبَادَتُكَ هَبَاءً مَنْثُورًا.

44.25 وَاخْتَلَفَ⁶⁰ العُلَمَاءُ فِي إِيمَان الْمُقَلِّدِ⁶¹:

• فَقِيلَ مُومِنٌ⁶².

• وَقِيلَ كَافِر ٌ⁶³.

• وَقيلَ بِالوَقْفِ: لَا مومِنٌ وَلَا كَافِرٌ⁶⁴.

45.26 وَهَذَا إِذَا لَمْ يَرْجِعْ بِرُجُوعِ مُقَلَّدِهِ وَأَمَّا إِنْ رَجَعَ بِرُجُوعِ مُقَلَّدِهِ فَلَا خِلَافَ فِي كُفْرِهِ.

46.27 وَالمُقَلِّدُ: هُوَ الَّذِي يَقْبَلُ قَوْلَ العُلَمَاءِ مِنْ غَيْر ِدَلِيلٍ لَا عَقْلِيٌّ وَلَا شَرْعِيٌّ⁶⁵.

47.28 وَالمَشْهُورُ أَنَّهُ لَا يَجُوزُ التَّقْلِيدُ فِي عِلْمِ⁶⁶ التَوْحِيدِ.

48.29 وَلذَلِكَ قَالَ بَعْضُ الشُّيُوخِ⁶⁷: مَنْ لَمْ يَقِفْ عَلَى عِلْم ِالتَّوْحِيد ِبِشَاهِد ٍمِنْ شَوَاهِدِهِ زَلَّتْ بِهِ قَدَمُ الغُرُورِ⁶⁸ فِي مَهْوَاتِ التَّلَفِ⁶⁹. يُرِيدُ أَنَّهُ مَنْ رَكَنَ إِلَى التَّقْلِيدِ وَلَمْ يَتَّصِلْ بِدَلِيلِ التَّوْحِيدِ⁷⁰ سَقَطَ عَنْ سَنَنِ النَّجَاةِ وَهُوَ⁷¹ فِي أَسْرِ الهَلَاكِ.

49.30وَقَالَ بَعْضُ الشُّيُوخِ : لَا تَصِحُّ العِبَادَةُ إِلَّا بَعْدَ مَعْرِفَةِ المَعْبُودِ⁷² ثُمَّ تَعْبُدُهُ وَلَا مَعرفَةُ الشَريعَةِ إلَّا بَعْدَ مَعْرِفَةِ مَنْ أَوْجَبَهَا⁷³ وَلَا مَعْرِفَةُ الرَّسُولِ إِلَّا بَعْدَ مَعْرِفَةِ مَنْ أَرْسَلَهُ وَلَا مَعْرِفَةُ الكِتَابِ⁷⁴ إِلَّا بَعْدَ مَعْرِفَةِ مَنْ أَنْزَلَهُ.

50.31وَقَالَ الإِمَامُ أَبُو المَعَالِي⁷⁵ رَضِيَ اللَهُ عَنْهُ :

51مَنِ اطْمَأَنَّ فِكْرُهُ إِلَى التَّشْبِيهِ فَهُوَ مُجَسِّمٌ⁷⁶. وَمَنِ اطْمَأَنَّ فِكْرُهُ إِلَى عَدَمٍ مَحْضٍ فَهُوَ مُعَطِّلٌ وَهُوَ مَذْهَبُ الدَّهْرِيَّةِ. وَمَنِ اطْمَأَنَّ فِكْرُهُ إِلَى مَوْجُودٍ يَنْتَهِي إِلَيْهِ فِكْرُهُ وَهُوَ مَذْهَبُ الحَشْوِيَّة فَهُوَ مُجَسِّمٌ⁷⁷ وَمَنِ اطْمَأَنَّ فِكْرُهُ إِلَى مَوْجُودٍ وَعَجَزَ عَنِ الإِدْرَاكِ⁷⁸ فَهُوَ مُوَحِّد.

52لَأنَّ اللَّهَ تَعَالَى:

• وَاحِدٌ فِي ذَاتِهِ.

• وَوَاحِدٌ فِي صِفَاتِهِ.

• وَوَاحِدٌ فِي أَفْعَالِهِ.

53.32 فَوَحْدَانِيَّةُ الذَّاتِ : لَا تَتَحَيَّزُ⁷⁹ وَلَا تَنْقَسِمُ وَلَا تَفْتَقِرُ⁸⁰.

54.33 وَوَحدَانِيَّةُ الَأفْعَالِ : لَيْسَ لَأحَدٍ إِيجَادُ فِعلِهِ⁸¹.

55.34 وَوَحْدَانِيَّةُ الصِّفَاتِ : أَنَّهُ سُبْحَانَهُ لَا يُشْبِهُهُ⁸² أَحَدٌ فِي صِفَاتِهِ إِلَّا أَنَّهُ يُقَالُ فِيهِ العَالِمُ⁸³ وَيُقَالُ فِي غَيْرِهِ العَالِمُ وَ⁸⁴ عِلْمُهُ لَيْسَ كَعِلْمِنَا فَإِنَّ عِلْمَهُ مُحِيطٌ بالَأشْيَاء عَلَى الجُمْلَةِ وَالتَّفْصِيلِ وَعِلْمُنَا⁸⁵ عَلَى الجُمْلَةِ دُونَ التَّفْصِيلِ. وَعِلْمُنَا مُحْدَثٌ وَعِلْمُهُ قَدِيمٌ⁸⁶.

56.35 وَمَا مَعْنَى القِدَم ِفِي حَقِّ اللَّهِ تَعَالَى : وَهُوَ الَّذِي لَيْسَ لَهُ بِدَايَةٌ مُفْتَتَحَةٌ فَيَتَقَدَّمَ العَدَمُ⁸⁷.

57.36 وَمَا مَعْنَى الآخِرِيَّةِ فِي حَقِّ اللَّهِ تَعَالَى : وَهُوَ الَّذِي لَيْسَ لَهُ نِهَايَةٌ مُنْقَضِيَةٌ⁸⁸ فَيَتَعَاقَبَهُ الفَنَاءُ. 

فَصْلٌ⁸⁹

58.37 وَالدَّلِيلُ عَلَى أَنَّهُ تَعَالَى قَادِرٌ عَلَى وُجُودِ⁹⁰ الَأشْيَاءِ بَعْدَ عَدَمِهَا وَالدَّلِيلُ عَلَى أَنَّهُ تَعَالَى عَالِمٌ بِإِتْقَانِ⁹¹ الَأشْيَاءِ الكَائِنَاتِ وَالدَّلِيلُ عَلَى أَنَّهُ تَعَالَى مُرِيدٌ لِلَأشْيَاءِ الكَائِنَاتِ تَخَصُّصُ⁹² الَأشْيَاءِ بِأَوْقَاتِهَا وَخَصَائِصِ صِفَاتِهَا.

59.38 وَالدَّلِيلُ عَلَى أَنَّهُ تَعَالَى مُتَكَلِّمٌ : تَرَدُّدُنَا⁹³ بَيْنَ أَمْرِهِ وَنَهْيِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى. وَكَلَامُهُ لَيْسَ كَكَلَامِنَا فَإِنَّ كَلَامَهُ لَيْسَ لَهُ حَرْفٌ وَلَا صَوْتٌ يُسْمَعُ بِكُلِّ جَارِحَةٍ وَكُلِّ جِهَةٍ وَلَا يَقْطَعُهُ النَّفَسُ.

60.39 وَالدَّلِيلُ عَلَى هَذَا كُلِّهِ قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْء وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ﴾.

فَصْلٌ

61.40 فَإِنْ قِيلَ لَكَ : بَمَاذَا يُتَوَصَّلُ إِلَى مَعْرِفَةِ البَارِئ ِسُبْحَانَهُ ؟ هَلْ بِالحِسِّ أَوْ بِالسَّمْعِ أَوْ بِالعَقْلِ؟⁹⁴

62.41 فَإِنَّ الحِسَّ⁹⁵ يَنْقَسِمُ عَلَى ثَلَاثَةِ أَقْسَامٍ:

• .1مُتَّصِلٌ.

• .2وَمُنْفَصِلٌ.

• .3وَمَا يَجِدُهُ الإِنْسَانُ فِي نَفْسِهِ⁹⁶.

63.42 فَالمُتَّصِلُ⁹⁷: هُو َمَا يُدْرِكُهُ الإِنْسَانُ بِالذَّوقِ أَوْ بِالشَّمِّ.

64.43  وَالمُنْفَصِلُ : هُوَ الَّذِي يُدْرِكُهُ بِالسَّمْعِ وَ يَرَاهُ بِالعَيْنِ.

65.44 وَمَا يُوجَدُ فِي النَّفْسِ⁹⁸: مِثْلُ الجُوعِ وَالعَطَشِ وَالحَرَارَة ِوَالبُرُودَةِ.

66.45 وَالعَقْلُ يَنْقَسِمُ عَلَى ثَلَاثَةِ أَقْسَامٍ:

• وَاجِبٌ.

• وَمُسْتَحِيلٌ.

• وَجَائِزٌ.

67.46  وَالسَّمْعُ عَلَى ثَلَاثَةِ أَقْسَامٍ :

• بِالكِتَابِ.

• وَالسُّنَّةِ.

• وَالإِجْمَاعِ.

68.47  فَيُقَالُ : بَاطِلٌ أَنْ يُتَوَصَّلَ إِلَى مَعْرِفَةِ اللَّهِ تَعَالَى بِالسَّمْعِ عَلَى قَوْلٍ⁹⁹ لَأنَّ السَّمْعَ نَصٌّ ثَبَتَ مِنْ قِبَلِ الرَّسُولِ. وَالرَّسُولُ لَا يَثْبُتُ إِلَّا بَعْدَ ثُبُوتِ المُرْسَلِ لَهُ.

69.48 وَالصَّحِيحُ أَنَّهُ لَا يُتَوَصَّلُ إِلَى مَعْرِفَةِ البَارِئِ إِلَّا بِالعَقْلِ خَآصَّةً¹⁰⁰.

السمعيات (§ 49-52)

70.49 والإيمان بملائكة الله بأنهم عباد مكرمون لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون.

71.50 والإيمان بكتاب الله هو التصديق بالكتب المنزلة على رسل الله صلوات الله وسلامه عليهم والتصديق برسالتهم أجمعين وأنهم مؤيدون بالمعجزات على صدقهم وبلغوا عن الله ما أمرهم به.

72.51 وأن نبينا محمدا صلى الله عليه وسلم بعث إلى الجن والإنس وأنه سيد الأولين والآخرين وسيد المرسلين وخاتم النبيين صلى الله وسلم عليه وعليهم أجمعين.

73.52 والإيمان باليوم الآخر وهو التصديق بيوم القيامة والإيمان بالقدر والجنة والنار وغير ذلك من أحوال يوم القيامة والإيمان لغة هو التصديق بأن الأمور كلها لله تعالى وجميع أفعال العباد خير وشر وطاعة ومعصية واقع بقضاء الله وقدره لا يخرج شيء عن مشيئته وقدرته ﴿والله خلقكم وما تعملون﴾ [الصافات : 96] ﴿ لا يسأل عما يفعل وهم يسألون [الأنبياء : 23].﴾

74.53 والغرض من هذا التنبيه عما يلزم العبد فيتنبه ويسأل حتى يتحقق ويتعلم ما لا بد منه ويقف الطالب على ما يكفيه من ذلك من مختصرات العقائد في مهمها ويحصل ما فيها كعقيدة إحياء علوم الدين للغزالي لقربها وبسطها ونحو ذلك والله الموفق للصواب بمنه وكرمه وخفي لطفه.

75.54  تمت العقيدة بحمد الله وعونه وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم. تم أوائل شوال تسع وعشرين وألف كاتبها محمد الرفاعي.